بسم الله الرحمن الرحيم
الفن والحياة ومشكلة الإبداع الفني
بقلم: د . كمال شلتوت
الفن.....
هو صورة من صور التآلف والتناسق والتناغم بين المختلفات، تنسجم فيها المكونات، ويتآلف فيها المجال والمنفعة، وتتجانس فيها الروح والمادة، ويتكامل فيها النغم وأوزانه.
والحياة.... هي لوحة فنية غنية الأبعاد والخيال، والإنسان فيها يمثل الحياة أعلى قيمها، والإنسان أعظم عمل فني خلقه المبدع الأعظم رب الكون، خلقه وهو في قمة التناغم والتناسق بين أعضاءه وجوارحه. والفن والحياة عنصران لا يمكن فصلهما وهى علاقة الفن بالإنسان، وقد
توصل بعض الفلاسفة لإيجاد تفسير مقنع للإبداع الفني و ما هيه الإلهام.
فالبعض يميل إلى الاعتقاد بأن الإبداع الفني ما هو إلا ضرب من الجنون أو الإلهام، وأن الفنان شخص موهوب غير عادى، حياه الله بنعمه الوحي والإبداع ، وأن كل ما يلمسه ينطق بالجمال والإعجاز.
وقال أصحاب النزعة ( الرومانتيكية ) أن الفنان لا يحركه سوى الملهم الذي يتمتع بعاطفة وحس مرهب فائق القدرة على الابتكار، حتى نجد أن الفنان لا يخجل من الكشف عن نفسه بأنه العبقري الذي يتمتع بمزاج خاص لا يتمتع به عامة البشر وقال أحد الفنانين يوماً (إنه لا يفكر إطلاقاً ولكن أفكاره هي التي تفكر له)
ومؤدى ذلك كله أنه لا فن بدون إلهام، الإلهام الذي يصاحب كل عمل فني من خلال الفنان الذي يصبح هنا واسطة أو أداه لنقل قوة غامضة من قوى الطبيعة المجهولة إلى واقع ملموس في عمل فني.
والفنان المبدع هو الذي يدخل على التراث الفني لمجتمعه تعديلات تقربه من عناصر ظلت متباعدة ومنفصلة حتى ذلك الحين وهذه المحاولات تسمى بمرحلة (العمل الفني)
والعمل الفني هو ذلك التعبير عن المشاعر الإنسانية المترجمة إلى أشكال تفطمها حواسنا، وقد أضيف إلى الحواس الستة المعروفة حواس إنسانية أخرى عديدة منها الحب، الكره، الحقد، الألم، السعادة، الحزن، الرعب، و و . . . الخ.
والعمل الفني هو ما يشتمل على ترجمات لكل هذه الأحاسيس والعمل الفني الأصيل هو ذلك الإنتاج الجديد الذي يحدث في مجري التاريخ ضربا من الأفعال تبدو وكأنها حقيقة فريدة تفلت من طائل كل مقارنه .
لأن (الأصالة شيء لا يشبه أي شيء آخر يشبهه)
والأصالة هي الحدث المبتكر الذي نصطدم به فلا نملك سوي أن نعجب به، والأصالة تمثل حدث كبير عملاق تعوقه أجنحته أن تطير به.
والأصالة تعنى تقديم النموذج الثابت المتآلف الفريد والإبداع ينحصر في الأصالة والتقليد الذكي معاً ولهذا يجب أن يكون للفنان خبره حسية منفردة يستطيع من خلالها جمع المواد والأدوات اللازمة للمرور بالمراحل الإعدادية التمهيدية للدراسات الأولية للفكر والإنعكاف المضيء على العمل لتحقيق الجديد المبدع في العمل الفني.
والتأمل والدراسات الإعدادية التمهيدية للعمل الفني تساعد على إيجاد الإطار والشكل النهائي في مخيلة الفنان المبدع، لأن الإبداع من صنع الفنان وإرادته.
والفنان ليس رجل أحلام وتخيلات فقط ولكنه يستطيع أن يترجم هذه الأفكار والأحلام إلى واقع ملموس، لأنه وراء كل عمل استدلالي عقلي موضوعي في صميم الإبداعية نفسها على أن تتوفر الفردية والتلقائية وعشق خاص بالفنان لعمله الفني، حتى يخدم به إحدى الحواس الإنسانية في هذه الحالة يصبح العمل فناً.
والذي يحكم سيرة العملية الإبداعية هي العاطفة الغلابة والرغبة في تحقيق شيء متسما بماهية الواقعية الفردية التلقائية مادام هناك ضرورة ملحة لتنفيذ عملا فنيا ما.
ومنطق المدرسة التحليلية للعمل الفني أنه مستخلص في صميم الخبرات الشخصية للفنان نفسه .
لأن الفنان شخص نرجس النزعة له سمات العشق الذاتي ووسيلته في التنفيس عن رغباته الجنسية والطفولية هي ممارسته للعملية الإبداعية وفى النهاية نجد أن الفنان ليس مخلوق عادي الطباع بل تحركه قوة فريدة في اللاشعور ليشبع حاجة روحية لنفسه أولاً ثم لمجتمعه الذي يعيش فيه ليحقق التوازن النفسي المتمثل في التعبير عن رغباته المكبوتة في العملية الإبداعية.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن:
هل يمكن الفصل بين الفن والحياة ؟
وبين العمل الفني للفنان وتجاربه الشخصية ؟ أم نجده يربط بين الموهبة والواقع ؟
نستطيع القول بأن هناك صلة أكيدة تجمع بين الفن والحياة ولا تنفصل
الفن والحياة ومشكلة الإبداع الفني
بقلم: د . كمال شلتوت
الفن.....
هو صورة من صور التآلف والتناسق والتناغم بين المختلفات، تنسجم فيها المكونات، ويتآلف فيها المجال والمنفعة، وتتجانس فيها الروح والمادة، ويتكامل فيها النغم وأوزانه.
والحياة.... هي لوحة فنية غنية الأبعاد والخيال، والإنسان فيها يمثل الحياة أعلى قيمها، والإنسان أعظم عمل فني خلقه المبدع الأعظم رب الكون، خلقه وهو في قمة التناغم والتناسق بين أعضاءه وجوارحه. والفن والحياة عنصران لا يمكن فصلهما وهى علاقة الفن بالإنسان، وقد
توصل بعض الفلاسفة لإيجاد تفسير مقنع للإبداع الفني و ما هيه الإلهام.
فالبعض يميل إلى الاعتقاد بأن الإبداع الفني ما هو إلا ضرب من الجنون أو الإلهام، وأن الفنان شخص موهوب غير عادى، حياه الله بنعمه الوحي والإبداع ، وأن كل ما يلمسه ينطق بالجمال والإعجاز.
وقال أصحاب النزعة ( الرومانتيكية ) أن الفنان لا يحركه سوى الملهم الذي يتمتع بعاطفة وحس مرهب فائق القدرة على الابتكار، حتى نجد أن الفنان لا يخجل من الكشف عن نفسه بأنه العبقري الذي يتمتع بمزاج خاص لا يتمتع به عامة البشر وقال أحد الفنانين يوماً (إنه لا يفكر إطلاقاً ولكن أفكاره هي التي تفكر له)
ومؤدى ذلك كله أنه لا فن بدون إلهام، الإلهام الذي يصاحب كل عمل فني من خلال الفنان الذي يصبح هنا واسطة أو أداه لنقل قوة غامضة من قوى الطبيعة المجهولة إلى واقع ملموس في عمل فني.
والفنان المبدع هو الذي يدخل على التراث الفني لمجتمعه تعديلات تقربه من عناصر ظلت متباعدة ومنفصلة حتى ذلك الحين وهذه المحاولات تسمى بمرحلة (العمل الفني)
والعمل الفني هو ذلك التعبير عن المشاعر الإنسانية المترجمة إلى أشكال تفطمها حواسنا، وقد أضيف إلى الحواس الستة المعروفة حواس إنسانية أخرى عديدة منها الحب، الكره، الحقد، الألم، السعادة، الحزن، الرعب، و و . . . الخ.
والعمل الفني هو ما يشتمل على ترجمات لكل هذه الأحاسيس والعمل الفني الأصيل هو ذلك الإنتاج الجديد الذي يحدث في مجري التاريخ ضربا من الأفعال تبدو وكأنها حقيقة فريدة تفلت من طائل كل مقارنه .
لأن (الأصالة شيء لا يشبه أي شيء آخر يشبهه)
والأصالة هي الحدث المبتكر الذي نصطدم به فلا نملك سوي أن نعجب به، والأصالة تمثل حدث كبير عملاق تعوقه أجنحته أن تطير به.
والأصالة تعنى تقديم النموذج الثابت المتآلف الفريد والإبداع ينحصر في الأصالة والتقليد الذكي معاً ولهذا يجب أن يكون للفنان خبره حسية منفردة يستطيع من خلالها جمع المواد والأدوات اللازمة للمرور بالمراحل الإعدادية التمهيدية للدراسات الأولية للفكر والإنعكاف المضيء على العمل لتحقيق الجديد المبدع في العمل الفني.
والتأمل والدراسات الإعدادية التمهيدية للعمل الفني تساعد على إيجاد الإطار والشكل النهائي في مخيلة الفنان المبدع، لأن الإبداع من صنع الفنان وإرادته.
والفنان ليس رجل أحلام وتخيلات فقط ولكنه يستطيع أن يترجم هذه الأفكار والأحلام إلى واقع ملموس، لأنه وراء كل عمل استدلالي عقلي موضوعي في صميم الإبداعية نفسها على أن تتوفر الفردية والتلقائية وعشق خاص بالفنان لعمله الفني، حتى يخدم به إحدى الحواس الإنسانية في هذه الحالة يصبح العمل فناً.
والذي يحكم سيرة العملية الإبداعية هي العاطفة الغلابة والرغبة في تحقيق شيء متسما بماهية الواقعية الفردية التلقائية مادام هناك ضرورة ملحة لتنفيذ عملا فنيا ما.
ومنطق المدرسة التحليلية للعمل الفني أنه مستخلص في صميم الخبرات الشخصية للفنان نفسه .
لأن الفنان شخص نرجس النزعة له سمات العشق الذاتي ووسيلته في التنفيس عن رغباته الجنسية والطفولية هي ممارسته للعملية الإبداعية وفى النهاية نجد أن الفنان ليس مخلوق عادي الطباع بل تحركه قوة فريدة في اللاشعور ليشبع حاجة روحية لنفسه أولاً ثم لمجتمعه الذي يعيش فيه ليحقق التوازن النفسي المتمثل في التعبير عن رغباته المكبوتة في العملية الإبداعية.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن:
هل يمكن الفصل بين الفن والحياة ؟
وبين العمل الفني للفنان وتجاربه الشخصية ؟ أم نجده يربط بين الموهبة والواقع ؟
نستطيع القول بأن هناك صلة أكيدة تجمع بين الفن والحياة ولا تنفصل