موقع الاستاذ فوزي أحمد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ثقافي - تعليمي - اجتماعي


    نزار قباني

    منال
    منال


    عدد المساهمات : 1
    تاريخ التسجيل : 20/02/2011

    نزار قباني  Empty نزار قباني

    مُساهمة  منال الأحد فبراير 20, 2011 2:00 pm

    الولادة على سرير أخضر



    يوم ولدت في 21 آذار(مارس) 1923 في بيت من بيوت دمشق القديمة, كانت الأرض هي الأخرى في حالة ولادة.. و كان الربيع يستعد لفتح حقائبه الخضراء.
    الأرض و أمي حملتنا في وقت واحد..و وضعتنا في وقت واحد.
    هل كانت مصادفة يا ترى أن تكون ولادتي هي الفصل الذي تثور فيه الأرض على نفسها, و ترمي فيه الأشجار كل أثوابها القديمة؟ أم كان مكتوباً علي أن أكون كشهر آذر, شهر التغيير و التحولات؟.
    كل الذي أعرفه أنني يوم ولدت, كانت الطبيعة تنفذ إنقلابها على الشتاء.. و تطلب من الحقول و الحشائش و الأزهار و العصافير أن تؤيدها في إنقلابها..على روتين الأرض.
    هذا ما كان يجري في داخل التراب, أما في خارجه فقد كانت حركة المقاومة ضد الانتداب الفرنسي تمتد من الأرياف السورية إلى المدن و الأحياء الشعبية. و كان حي (الشاغور), حيث كنا نسكن, معقلاً من معاقل المقاومة, و كان زعماء هذه الأحياء الدمشقية من تجار و مهنيين, و أصحاب حوانيت, يمولون الحركة الوطنية, و يقودونها من حوانيتهم و منازلهم.
    أبي, توفيق القباني, كان واحداً من هؤلاء الرجال, و بيتنا واحداً من تلك البيوت.
    و يا طالما جلست في باحة الدار الشرقية الفسيحة, أستمع بشغف طفولي غامر, إلى الزعماء السياسيين السوريين يقفون في إيوان منزلنا, و يخطبون في ألوف الناس, مطالبين بمقاومة الاحتلال الفرنسي, و محرضين الشعب على الثورة من أجل الحرية.
    و في بيتنا في حي (مئذنة الشحم) كانت تعقد الإجتماعات السياسية ضمن أبواب مغلقة, و توضع خطط الإضرابات و المظاهرات و وسائل المقاومة. و كنا من وراء الأبواب نسترق الهمسات و لا نكاد نفهم منها شيئاً..
    و لم تكن مخيلتي الصغيرة في تلك الأعوام من الثلاثينيات قادرة على وعي الأشياء بوضوح. و لكنني حين رأيت عساكر السنغال يدخلون في ساعات الفجر الأولى منزلنا بالبنادق و الحراب و يأخذون أبي معهم في سيارة مصفحة إلى معتقل (تدمر) الصحراوي..عرفت أن أبي كان يمتهن عملاً آخر غير صناعة الحلويات..كان يمتهن صناعة الحرية.
    كان أبي إذن يصنع الحلوى و يصنع الثورة. و كنت أعجب بهذه الازدواجية فيه, و أدهش كيف يستطيع أن يجمع بين الحلاوة و بين الضراوة..



    نزار قباني  1d55dba98a

    حبك طيرٌ أخضر


    حبك طيرٌ أخضر ..

    طيرٌ غريبٌ أخضر ..

    يكبر يا حبيبتي كما الطيور تكبر

    ينقر من أصابعي

    و من جفوني ينقر

    كيف أتى ؟

    متى أتى الطير الجميل الأخضر ؟

    لم أفتكر بالأمر يا حبيبتي

    إن الذي يحب لا يفكر ...

    حبك طفلٌ أشقر

    يكسر في طريقه ما يكسر ..

    يزورني .. حين السماء تمطر

    يلعب في مشاعري و أصبر ..

    حبك طفلٌ متعبٌ

    ينام كل الناس يا حبيبتي و يسهر

    طفلٌ .. على دموعه لا أقدر ..

    * * *
    حبك ينمو وحده

    كما الحقول تزهر

    كما على أبوابنا ..

    ينمو الشقيق الأحمر

    كما على السفوح ينمو اللوز و الصنوبر

    كما بقلب الخوخ يجري السكر ..

    حبك .. كالهواء يا حبيبتي ..

    يحيط بي

    من حيث لا أدري به ، أو أشعر

    جزيرةٌ حبك .. لا يطالها التخيل

    حلمٌ من الأحلام ..

    لا يحكى .. و لا يفسر ..

    * * *

    حبك ما يكون يا حبيبتي ؟

    أزهرةٌ ؟ أم خنجر ؟

    أم شمعةٌ تضيء ..

    أم عاصفةٌ تدمر ؟

    أم أنه مشيئة الله التي لا تقهر

    * * *

    كل الذي أعرف عن مشاعري

    أنك يا حبيبتي ، حبيبتي ..

    و أن من يًحب ..

    لا يفكر ..

    نزار قباني  W6w_w6w_200504300347342ac82abf

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 13, 2024 10:50 am